صباح الخير. لقد قادنا عملنا على المناظر الطبيعية إلى السؤال التالي: هل يوجد الأفق في كل مكان؟ على الأرض، على القمر، داخل الطائرة أو داخل الصاروخ. شكراً على إجابتكم. جييوم.

إنني اقترح على جييوم طرح هذا السؤال: ما الأفق الذي يراه الأمير الصغير بطل قصة الكاتب St Exupéry؟ وتتمثل الإجابة "العلمية" على هذا السؤال المطروح في توضيح أن الأفق يوجد مادام أن الارتفاع عن الأرض بالنسبة للشخص الذي ينظر ضعيف أمام شعاع الانحناء السطحي. فبالنسبة لشخص على الأرض يصل ارتفاع الشخص إلى ٢متر، ويبلغ شعاع الأرض ٠٠٠ ٤٠٠ ٦ متر. فهنا يوجد الأفق بوضوح. ونفس الشيء على القمر مع أن الشعاع يبلغ فقط ١٧٠٠كم. وبالنسبة للأمير الصغير، هذان العنصران الكبيران يمكن مقارنتهما، لذا، لا يوجد أفق. وفي الطائرة، على ارتفاع ٠٠٠ ١٠ متر يوجد بلا شك أفق. وفي أحد المحطات الفضائية، على ارتفاع ٤٠٠ كم، يبدو كما لو كان كرة. وفي سفينة تتجه من الأرض إلى المريخ، أين يمكن النظر لرؤية الأفق؟

كلا. فالأفق حد فيزيائي يحول دون رؤية ما وراء أحد الاتجاهات المحددة. ليست نظرتنا هي التي "تمتد" عبر الأفق، بل الضوء المرسل أو المنعكس من الأشياء هو الذي ينتشر نحونا (في خط مستقيم بصورة عامة) لإحضار المعلومة صوب أعيننا عما يوجد في هذا الاتجاه. وإن وجدت أحد العوائق التي تحول دون مرور الضوء، لا يمكنكم رؤية ما وراء هذا العائق. فهو عبارة عن شباك أو باب مغلق. وبالتالي، عند عدم وجود عوائق أمام النظر، لا يوجد الأفق. ولكي نستكمل ذلك، يمكننا القول بأن الأفق صحيح وفق اتجاه أسفل أرجلنا (وهو الأرض)، وفي اتجاه النجوم في السماء، لا يوجد. وعلى الجبل، يقترب الأفق جداً حيث أن الجبل يقف أمامنا. وفي البحر، يبتعد (حوالي ٢٠كم) لأن البحر "منبسط" (في الحقيقة المنحني "السالب" يجعل الأفق منخفضاً عن الخط الأفقي حيث أن الأرض كروية) وإذا وقفتم، يوجد الأفق بزاوية تزيد شيئاً فشيئاً مع الخط الأفقي (في الأسفل دائماً) وتمتد الرؤية لمدى أبعد (حالة الطائرة). وفي الصاروخ، لم يعد أفق الأرض كبيراً. وفي المركبة الفضائية، نرى الأفق بالمعنى التقليدي للكلمة، من القمر، تظهر الأرض كما لو كانت أفق على هيئة دائرة على السماء التي لا تخفي أي شيء تقريباً ولا نعتبره كأفق بل كشيء في السماء. في حين أنه على القمر نفسه، يوجد أفق كما هو الحال على الأرض لنفس السبب: توجد اتجاهات تحجب فيها أرض القمر انتقال الضوء الذي يأتي من الخلف ويحضر المعلومة عما في الخلف. كما أننا نعرف الأفق الكوني بأنه المسافة التي لا نرى أي شيء مما وراءها. وفي هذه الحالة لا يتعلق الأمر بعائق فيزيائي ولكن ببساطة لأن للضوء سرعة انتشار منتهية وأن المعلومة التي يحملها لنا عن المناطق البعيدة جداً في الكون لم تصلنا بعد. غير أن هذا الأفق يزيد مع الوقت...

يعرف خط الأفق بأنه مجموعة نقاط المساحة الأرضية التي تمر بها الأشعة الضوئية من العين وتمس السطح. وهو عبارة عن حلقة دائرية تامة. وبطبيعة الحال سوف يتم تعديله نتيجة وجود بعض المظاهر غير المنتظمة على السطح مثل الجبال والوديان. وإذا كانت الجبال قريبة، سنتحدث إذاً عن خطوط الارتفاع! فالأفق موجود أياً كان وضع الملاحظ أعلى المساحة. ويزيد بعد هذا الخط كلما زاد الارتفاع ولكن على مسافة تصل على الحد اللانهائي (تنفذ عملياً على القمر مثلاً) حيث تختلط مع حد الكرة الأرضية وانعكاس الكرة على مسار السماء. ففي هذه الحالة يعد الأفق ببساطة حد هذا الدائر.